متحف اللوفر يطلق تجربة تفاعلية بالذكاء الاصطناعي

في خطوة تعكس تزاوجًا فريدًا بين الفن الكلاسيكي والتكنولوجيا الحديثة، أعلن متحف اللوفر في باريس عن إطلاق تجربة رقمية جديدة تتيح للزوار التفاعل مع اللوحات الفنية عبر الذكاء الاصطناعي.تتيح التجربة للزائر أن “يتحدث” مع أعمال فنية خالدة مثل الموناليزا، فيطرح عليها أسئلة حول تاريخها أو تقنية رسمها أو سرّ شهرتها، لتجيبه بإجابات دقيقة مستمدة من قاعدة بيانات ضخمة أعدها خبراء الفن والترميم.تهدف المبادرة إلى جعل زيارة المتحف تجربة معرفية غامرة تتجاوز حدود المشاهدة إلى المشاركة والتفاعل، بحيث يصبح الجمهور جزءًا من الحوار مع العمل الفني.ويقول مسؤولو المشروع إن الهدف ليس فقط جذب الزوار، بل إعادة تعريف العلاقة بين الإنسان والفن في عصر تتسارع فيه التطورات الرقمية، مؤكدين أن التكنولوجيا هنا “وسيلة للتقريب لا للاستبدال”.وقد اعتبر نقاد الفن هذه الخطوة “ثورة ثقافية هادئة” تعيد للأجيال الشابة شغف الاكتشاف الفني بطريقة تناسب عصرها، في حين رأى آخرون أنها تؤكد على أهمية الجمع بين الأصالة والمعاصرة في المؤسسات الثقافية العالمية.وفي العالم العربي، يتابع المهتمون بالشأن الثقافي التجربة باهتمام بالغ، إذ يمكن أن تُلهم المتاحف العربية في القاهرة أو الدوحة أو أبوظبي لتطبيق نماذج مشابهة تدمج الذكاء الاصطناعي في عرض التراث والفنون الإسلامية والعربية.ففي زمن تتحول فيه الشاشة إلى نافذة على العالم، يصبح الحفاظ على روح الفن مرهونًا بقدرتنا على توظيف التكنولوجيا لخدمته لا لطمسه.بهذه التجربة المبتكرة، يثبت متحف اللوفر أنه لا يكتفي بحفظ التاريخ داخل الجدران، بل يسعى إلى إحيائه بلغة المستقبل، جامعًا بين عبق الماضي وابتكارات الغد في مشهد ثقافي إنساني أخّاذ.

المصدر : The Guardian